وانظر تخريجه في طبعتنا هذه.
وقال في ٢/ ٥٢٠ السطر السادس: ولم يجيزوا ولا أرض أبقل إلا على قبح.. أقول: هكذا ساقه دون تعليق أو تخريج، بينما قوله: (ولا أرض أبقل) إنما هو شاهد شعري من شواهد سيبويه وغيره، وهو كاملًا هكذا:

فلا مزنة ودقت ودقها ولا أرض أبقل إبقالها
والأغرب من ذلك والأعجب أن يعكس فيجعل النثر شعرًا، بل الآي القرآني شاهدًا شعريًّا، ففي ٤/ ١١٢ السطر الخامس، قال المؤلف رحمه الله: وقرئ (يا ويلتا) بزيادة تاء، على تأنيث الويل، كقوله: ﴿يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ﴾ و ﴿يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ﴾ فويلة كعيلة، انتهى. فصنع المحقق من الآيتين والكلمة التي بعدهما بيتًا من الشعر، وساقه هكذا: وقال بعده: هذا البيت ملفق من شطرين كل منهما ينتمي إلى بحر معين... ولم أهتد إلى قائله. قلت: لكني أنا أعرف قائله.
يا ويلنا الديا وبلنا ما لهذا الكتاب فويله
وعكس في ٤/ ١٣٠ السطر الثاني، إذ جعل الشاهد الشعري قرآنًا، فالمؤلف هنا يتحدث عن اسم الفاعل إذا كان محلى بالألف واللام، يقول: وأما إذا عَرِيَ من الألف واللام وحذفت منه النون للإضافة وجب الجر عندهم، وكان النصب لحنًا، اللهم إلا إذا قَدَّر قارئه النون، كقوله:
......................... ولا ذاكر الله إلا قليلا
لكن المحقق جعل من هذا الشاهد الشعري المعروف والمتداول في كتب النحو قرآنًا من آيتين هكذا: (ولذكر الله) و (إلا قليلًا). وطبعًا خرجهما في موضعيهما من المصحف الشريف، ومما يدعو إلى الدهشة والاستغراب أن الآيتين لا تمتان بأية صلة إلى الإعراب الذي يتحدث عنه المؤلف رحمه الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon