المبتدأ الثاني بـ ﴿عَلَيْهِمْ﴾ على المذهبين، لاعتماده على المبتدأ.
والجمهور على جر ﴿وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ﴾ عطفًا على لفظ اسم الله، وقوله: ﴿أَجْمَعِينَ﴾ تأكيد للناس، وقرئ: (والملائكةُ والناسُ أجمعون) بالرفع (١) عطفًا على محله؛ لأنه فاعل في التقدير، كأنه قيل: أولئك عليهم أَنْ لَعَنَهم اللهُ والملائكةُ والناسُ أجمعون. كما تقول: كرهت قيامَ زيدٍ وجعفرٍ وخالدٍ بالجر عطفًا على لفظ زيد. وجعفرٌ وخالدٌ بالرفع عطفًا على محله؛ لأنه فاعل في التقدير كأنك قلت: كرهت أن قام زيدٌ وجعفرٌ وخالدٌ.
﴿خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (١٦٢)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿خَالِدِينَ﴾ حال من الضمير في ﴿عَنْهُمُ﴾ (٢) المجرور. والهاء في ﴿فِيهَا﴾ لِلَّعنة، وقيل: للنار وإن لَمْ يجر لها ذكر، إلَّا أنَّها أضمرت تفخيمًا لشأنها وتهويلًا (٣).
وقوله: ﴿لَا يُخَفَّفُ﴾ في محل النصب على الحال من المنوي في ﴿خَالِدِينَ﴾. وكذلك ﴿وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾، أو من الضمير في ﴿عَنْهُمُ﴾. وهو من الإنظار، أي: لا يُمْهَلون ولا يؤجَّلون، أي: لا يؤخر عنهم العذاب إلى وقت آخر.
وقيل: لا يمهلون لأن يعتذروا (٤).
وقد جوز أن يكون من النظر، أي: لا ينظر إليهم بالرحمة، والأول أمتن لعدم الجار وهو (إلى)، وذلك أن النظر إذا كان من رؤية العين إنما
(٢) من الآية السابقة.
(٣) كذا في الكشاف ١/ ١٠٥، والمحرر الوجيز ٢/ ٣٣، وزاد المسير ١/ ٦٧. لكن جمع الإمام الطبري ٢/ ٥٩ بينهما بقوله: خالدين في جهنم في اللعنة.
(٤) أخرجه الطبري ٢/ ٥٩ عن أبي العالية، وانظر معالم التنزيل ١/ ١٣٤ فقد ذكر المعنيين.