وقرئ: (إنَّ القوة لله) بالكسر (١) على الاستئناف، وجواب (لو) على هذه محذوف، أو على الحكاية، أي: لقالوا: إن القوة لله جميعًا.
و﴿جَمِيعًا﴾: حال من المستكن في الظرف، والعامل فيها الظرف.
وقوله: ﴿إِذْ يَرَوْنَ﴾ قرئ: (إذ يُرَون) على البناء للمفعول (٢)، لقوله: ﴿يُرِيهِمُ اللَّهُ﴾ (٣). ومن قرأ (إذ يَرَوْنَ) على البناء للفاعل، فلقوله: ﴿وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾ (٤).
﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (١٦٦)﴾
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ﴾ بدل من ﴿وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾، أو ظرف لقوله: ﴿شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾ (٥)، أو مفعول لمضمر، أي: اذكر إذ تبرأ.
والجمهور على البناء للمفعول في الأول، وعلى البناء للفاعل في الثاني في قوله: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا﴾ أي: تبرأ المتبوعون - وهم الرؤساء والقادة في الشِّرْكِ والشَّرِّ - من أتباعهم في الكفر.
وقرئ: بالعكس (٦)، أي: تبرأ الأتباع من الرؤساء، والتبرؤ: إظهارُ البراءةِ.
﴿وَرَأَوُا الْعَذَابَ﴾: الواو للحال وقد مرادة، وذو الحال ﴿الَّذِينَ﴾، أي: تبرؤوا في حال رؤيتهم العذاب.
(٢) قراءة صحيحة انفرد بها ابن عامر، انظر السبعة/ ١٧٤/، والحجة ٢/ ٢٥٨، والمبسوط/ ١٣٩/.
(٣) من الآية: ١٦٧، الآتية.
(٤) من الآية التالية، والقراءة لبقية العشرة.
(٥) من الآية السابقة.
(٦) هي قراءة مجاهد كما في الكشاف ١/ ١٠٦، والمحرر الوجيز ٢/ ٤١، والبحر ١/ ٤٧٣.