حال عدوًّا كان أو غيرْ عَدوٍ (١).
﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (١٦٩)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ﴾ بيان لوجوب الانتهاء عن اتّباعِه، وظهور عداوته، أي: لا يأمركم بخير قط.
و﴿وَأَنْ تَقُولُوا﴾: في موضع جر عطفًا على ما عملت فيه الجار وهو ﴿بِالسُّوَءَ﴾، أي: وبأن تقولوا.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٧٠)﴾:
قوله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿بَلْ نَتَّبِعُ﴾ بل: للإضراب عن الأول، أي: لا نتبع المُنْزَل بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، فإنهم كانوا خيرًا منا وأعلمَ.
و﴿أَلْفَيْنَا﴾: بمعنى وجدنا، بشهادة قوله: ﴿بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾ (٢). ولامه واو؛ لأنَّ الأصل فيما جُهل من اللامات أن يكون واوًا إلَّا إذا سمع فيه الإضجاع (٣).
و﴿أَلْفَيْنَا﴾: فعل يتعدى إلى مفعول واحد، وقد يتعدى إلى اثنين، وكلاهما هنا محتمل.
﴿أَوَلَوْ كَانَ﴾: الهمزة للاستفهام بمعنى الرد والتعجب، والواو للعطف، وجواب ﴿لَوْ﴾ محذوف دل عليه ﴿نَتَّبِعُ﴾، والمعنى: أيتبعونهم ولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئًا من الدين ولا يهتدون للصواب؟
(٢) سورة لقمان، الآية: ٢١.
(٣) انظر التبيان ١/ ١٤٠، والإضجاع: الإمالة، وهي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء، ويسمى أيضًا: البطح، وربما قيل له: الكسر. انظر النشر ٢/ ٣٠.