بمعنى كي، وأن تكون بمعنى إلى أن، و (كان) في قوله: ﴿حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾ تامة، وفي قوله: ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ﴾ يحتمل أن تكون تامة، وأن تكون ناقصة. و ﴿لِلَّهِ﴾ الخبر.
والفتنة هنا الشرك، ومعنى ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ﴾: أي خالصًا له، ليس للشيطان فيه نصيب.
﴿فَلَا عُدْوَانَ﴾: الفاء وما بعدها جواب الشرط. و ﴿عُدْوَانَ﴾ مبني مع (لا) في موضع رفع بالابتداء، و ﴿إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ الخبر. والعدوان: الظلم الصُرَاحُ. والمعنى: لا جَزاءَ ظُلْمٍ إلا لمن ظَلَمَ.
﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٩٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَام﴾ ابتداء وخبر، وفي الكلام حذف مضاف، تقديره: قتال الشهر الحرام بقتال الشهر الحرام.
وقوله: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ﴾ (مَن) شرطية، وقد جُوِّزَ أن تكون موصولة.
وقوله: ﴿بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ﴾ الباء صلة، و (مثل) صفة لمصدر محذوف، أي: اعتداء مثل اعتدائهم.
أبو إسحاق: وسُمِّيَ الثاني اعتداء؛ لأنه مجازاة اعتداء، فَسُمِّي بمثل اسمه؛ لأن صورة الفعلين واحدةٌ وإن كان أحدهما طاعةً والآخر معصيةً، والعرب تقول: ظلمني فلان فظلمته، أي: جازبته بظلمه، وجَهِلَ عليَّ فجهلت عليه، أي: جازيته بجهله، انتهى كلامه (١).

(١) معاني أبي إسحاق الزجاج ١/ ٢٦٥.


الصفحة التالية
Icon