هو أفضل القوم، أي: فاضلهم، أي: وهو شديد الخصومة. وقيل: شديدُ الجدال والعداوة للمسلمين (١).
يقال: لذَهُ يلُدُّهُ لَدًّا؛ إذا غلبه في الخصومة والجدال.
﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (٢٠٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى﴾ قيل: تولى عنك وعما جئت به. وقيل: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى﴾: وإذا كان واليًا فَعَلَ ما يَفعلُه ولاةُ السوء.
﴿لِيُفْسِدَ﴾ أي: لأن يفسد ﴿وَيُهْلِكَ﴾: عطف عليه، واللام من ﴿لِيُفْسِدَ﴾ متعلق بـ ﴿سَعَى﴾.
وقرئ في غير المشهور: (ويُهْلِكُ) برفع الكاف (٢) على الاستئناف والقطع، أو على إضمار مبتدأ، أي: وهو يهلك. وقيل: هو عطف على ﴿سَعَى﴾ حملًا على معناه؛ لأن معناه يسعى. وقيل: هو معطوف على ﴿يُعْجِبُكَ﴾ (٣).
ومعنى سعى في الأرض: عمل فيها، يقال: فلان يسعى لعياله، أي: يعمل فيما يعود عليهم نفعه. وقيل: سار ومشى.
وقريء: (ويَهْلِكُ الحرثُ والنَّسلُ) (٤)، على أن الفعل للحرث والنسل، أي: ويهلك الحرث والنسل بسعيه.
(٢) هي قراءة الحسن، وقتادة. انظر إعراب النحاس ١/ ٢٥٠.
(٣) من الآية التي قبلها. وانظر إعراب هذه القراءة في النحاس ١/ ٢٥٠.
(٤) بفتح الياء، وكسر اللام، وضم الكاف، ورفع الحرث والنسل. رواية شاذة عن ابن كثير كما في إعراب النحاس ١/ ٢٥٠، وعزاها ابن عطية ٢/ ١٤٠ أيضًا إلى الحسن، وابن أبي إسحاق، وأبي حيوة، وابن محيصن، لكن الذي في المحتسب عن هؤلاء بغير هذا الضبط كما سوف يأتي.