وقريء في غير المشهور: (زَلِلتم) بكسر اللام (١)، وهما لغتان. يقال: زَلَلت وزلِلت. كما يقال: ضَلَلت وضلِلت، غير أن الفتح فيهما أَعْلَى اللغتين. قاله أبو الفتح (٢).
وقوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ (ما): مصدرية، أي: من بعد مجيء البينات، وهي الحجج والشواهد.
﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٢١٠)﴾
قول عز وجل: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ﴾ الاستفهام هنا في معنى النفي، ولذا أتى بعده إلّا، و ﴿يَنْظُرُونَ﴾: بمعنى ينتظرون، يقال: نظرته، بمعنى: انتظرته.
﴿إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ﴾: قيل: إتيان الله: إتيانُ أمره وبأسه (٣)، وحَذْفُ المضاف وإقامةُ المضاف إليه مُقامَه كثير شائع في كلام القوم إذا أُمِنَ اللَّبْسُ.
وقيل: التقدير: أن يأتيهم الله بالعذاب في ظلل من الغمام (٤).
وقوله: ﴿فِي ظُلَلٍ﴾ يحتمل أن يكون ظرفًا للإتيان، وأن يكون حالًا من المضاف المقدر، أي: كائنًا في ظلل، وهو جمع ظُلَّة، كظلمة وظُلَم، وهي ما أظلك.
وقرى في غير المشهور: (في ظِلالٍ) (٥) وذلك يحتمل أن يكون جمع

(١) قراءة أبي السّمّال، انظر مختصر الشواذ / ١٣/. والمحتسب ١/ ١٢٢، والمحرر الوجيز ٢/ ١٤٦.
(٢) في الموضع السابق من المحتسب.
(٣) ذكره أبو جعفر الطبري من جملة المعاني. انظر جامع البيان ٢/ ٣٢٩.
(٤) انظر معاني الزجاج ١/ ٢٨٠.
(٥) هي قراءة قتادة كما في إعراب النحاس ١/ ٢٥١، والمحتسب ١/ ١٢٢. وأضافها ابن عطية ٢/ ١٤٦ إلى الضحاك أيضًا. وعزاها أبو حيان ٢/ ١٢٥ إلى أُبي، وعبد الله رضي الله عنهما.


الصفحة التالية
Icon