و ﴿مِنْهُنَّ﴾: في موضع نصب على الحال لتقدمه على الموصوف وهو ﴿جُزْءًا﴾، وقد ذكر نظائره في غير موضع (١).
﴿يَأْتِينَكَ﴾: جواب الأمر، وهو مبني لا يتبين فيه إعراب، والنون ضمير الطير.
﴿سَعْيًا﴾: مصدر في موضع نصب على الحال، أي: ساعيات مسرعات في طيرانهن، أو في مشيهن على أرجلهن على ما فسر (٢). وقد جُوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا؛ لأن السعي والإِتيان متقاربان، فكأنه قيل: يأتينك إتيانًا (٣).
وجزْءًا وجزُءًا بإسكان الزاي وضمها لغتان فاشيتان، وعليهما الجمهور (٤).
وقرئ أيضًا: (جُزًّا) بتشديد الزاي من غير همز (٥)، والوجه فيه أنه خُفِّفَ بطرح همزته، ثم شُدِّد كما يشدد في الوقف، نحو: هذا خَالِد، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف.
﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١)﴾.
قوله عز وجل: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ﴾ (مَثَلُ): رفع بالابتداء. ونهاية صلة ﴿الَّذِينَ﴾: ﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾.
(٢) الكشاف ١/ ١٥٩.
(٣) اقتصر النحاس ١/ ٢٨٦، ومكي ١/ ١١٠، وابن الأنباري ١/ ١٧٣ على الحال. وجوز العكبري ١/ ٢١٣ كونه مفعولًا مطلقًا كما ذكر المؤلف.
(٤) انظر القراءتين وأصحابهما في السبعة ١٥٨ - ١٦٠، والحجة ٢/ ١٠٠ - ١٠١، والمبسوط /١٣٠/.
(٥) هي قراءة أبي جعفر وحده من العشرة، انظر المبسوط/ ١٣٠/، وأضافها أبو الفتح ١/ ١٣٧ إلى الزهري أيضًا.