١٠ - لاهت فما عُرفتْ يومًا بخارجةٍ يا ليتها خرجتْ حتى رأيناها (١)
فجرى بعد إدخال الألف واللام مجرى الاسم العَلَم، كالعباس والحسن، فالله عز وجل هو المحتجب من جهة الكيفية عن الأوهام، وهو الظاهر بالربوبية بالدلائل الواضحة، والبراهين القاطعة، فاعرفه.
وقيل: أصله (وِلاوهٌ) (٢)، من الوَلَهِ وهو التحير، يقال: ولِه فلانٌ يَوْلَهُ وَلَهًا وَوَلَهانًا، فكأن المعنى على هذا المذهب أن يكون الولَه من العباد إليه، كما كان في المذهب الأول مألوهًا، ثم أبدلت من الواو همزة، كما أبدلت في إعاء ووِعاء، وإكاء ووِكاء، ثم فُعل فيه ما ذكرتُ في الوجه الأول.
وقيل: هو اسمٌ عَلَمٌ موضوعٌ هكذا لله عز وجل، وليس أصله (إلاهٌ)، ولا (لاهٌ)، ولا (وِلاهٌ)، عن المازني (٣)، وليس بالمتين، لأنه عَلَمٌ، وكل اسم عَلَم لا بد أن يكون له أصل نقل منه، أو غُيّر عنه في الأمر العام (٤).
قال أهل المعاني: والإِله من أسماء الأجناس كالرجل والفرس، اسم يقع على كل معبود بحق أو باطل، ثم غُلِّبَ على المعبود بحق، كما أن النجم اسم لكل كوكبٍ، ثم غُلّب على الثريّا، وكذلك السّنَة على عام
(١) كذا هذا الشاهد في جامع القرطبي ١٧/ ١٠١ دون نسبة.
(٢) هذا قول الخليل بن أحمد كما في اشتقاق أسماء الله / ٢٦/. ومشكل مكي ١/ ٧، وتفسير ابن عطية ١/ ٥٨.
(٣) عن المازني: ذكره أبو إسحاق الزجاجي في اشتقاق أسماء الله / ٢٨/، والمازني هو أبو عثمان بكر بن محمد المازني البصري، كان إمامًا في العربية، متسعًا في الرواية، وكان لا يناظره أحد إلا قطعه، له عدة كتب، توفي سنة تسع أو ثمان وأربعين ومائتين.
(٤) قال الخليل في العين ٤/ ٩١: و"اللهُ" لا تطرح الألف من الاسم، وإنما هو "الله" على التمام، وليس من الأسماء التي يجوز فيها اشتقاق فعل كما يجوز في الرحمن الرحيم.
وقال الرازي ١/ ١٣١ - ١٣٢: والمختار عندنا أن هذا اللفظ علم لله تعالى، وأنه ليس بمشتق البتة، وهو قول الخليل وسيبويه وقول أكثر الأصوليين والفقهاء.
كما نسب القرطبي ١/ ١٠٣ هذا الرأي إلى الإمام الشافعي وأبي المعالي والخطابي والغزالي والمفضل وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon