[أنواع الضمير]
والضمير على ثلاثة أضرب:ضربٌ منفصل: وهو ما ذكرت آنفًا، نحو: إياك وإياه، سمي بذلك لانفصاله عن الفعل.
وضربٌ متصل: كالكاف، والهاء، والياء في نحو: ضَرَبَكَ، وضربَهُ، وضربَني، سمي بذلك؛ لاتصاله بالفعل.
وضربٌ مستكن: ويقال له أيضًا: مستتر، كالمنوي في نحو قولك: زيد ضَرَبَ، وعَمرو أَكَلَ، وبِشْر جَلَسَ، سمي بذلك؛ لاستكنانه واستتاره في الفعل، ولم يستبن في اللفظ، فعلم يقينًا أن فيهن ضميرًا؛ لأن الفعل لا بد له من فاعل، إما ظاهر، وإما مضمر، فاعرفه.
وهو (١) منصوب بوقوع الفعل عليه، وهو ﴿نَعْبُدُ﴾، وتقديم المفعول لقصد الاختصاص والاهتمام به، كقوله: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا﴾ (٢)، ﴿قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ﴾ (٣).
قال صاحب الكتاب رحمه الله: كأنهم يقدمون الذي بيانه أهم لهم، وهم ببيانه أَعْنَى، وإنْ كانا جميعًا يهمانهم ويعنيانهم (٤). والمعنى: نخصك بالعبادة، ونخصك بطلب المعونة.
وقرئ: (أَيَّاك) بفتح الهمزة، وهو لغة مسموعة (٥).
وقرئ أيضًا: (إِيَاك) بكسر الهمزة وتخفيف الياء (٦)، ووجهه: كراهة
(١) يعني (إياك) من قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٦٤.
(٣) سورة الزمز، الآية: ٦٤.
(٤) كتاب سيبويه ١/ ٣٤.
(٥) نسبت إلى الفضل بن عيسى الرقاشي، انظر إعراب النحاس ١/ ١٢٢. والمحتسب ١/ ٣٩. والمحرر الوجيز ١/ ٧٥.
(٦) نسبت إلى عمرو بن فائد كما في المصادر السابقة.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ١٦٤.
(٣) سورة الزمز، الآية: ٦٤.
(٤) كتاب سيبويه ١/ ٣٤.
(٥) نسبت إلى الفضل بن عيسى الرقاشي، انظر إعراب النحاس ١/ ١٢٢. والمحتسب ١/ ٣٩. والمحرر الوجيز ١/ ٧٥.
(٦) نسبت إلى عمرو بن فائد كما في المصادر السابقة.