وقال آخر:

١٣٥ - وكائِنْ تَرَى مِنْ صامتٍ لَكَ مُعْجِبٍ زيادتُهُ أو نَقْصُهُ في التَّكَلُّمِ (١)
وقوله: ﴿مَعَهُ رِبِّيُّونَ﴾ الربيون: الجماعات الكثيرة، عن مجاهد وغيره، واحدهم: رِبّيٌّ (٢).
والجمهور على كسر الراء في ﴿رِبِّيُّونَ﴾، وقرئ أيضًا بفتح الراء وضمها (٣)، فالفتح على القياس، لأنه منسوب إلى الرَّبِّ، وأما الكسر والضم: فمن تغييرات النسب (٤).
وقوله: ﴿فَمَا وَهَنُوا﴾ الجُلُّ على فتح الهاء، وقريء: (فما وهِنوا) بكسرها (٥) وهما لغتان، عن أبي زيد، يقال: وَهَنَ يَهِنُ، ووَهِنَ يَوْهَنُ (٦). والمعنى: فما وهنوا عند قتل النبي، وما ضعفوا عن الجهاد، وما استكانوا للعدو لما أصابهم في الجهاد. والاستكانة: الذلة والخضوع، وهو استفعلوا
(١) البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى كما في جمهرة أشعار العرب/١٤٧/، وشرح الزوزني / ١٢٣/ لكن ابن الأنباري، والنحاس، والتبريزي لم يوردوه في المعلقة، ونسبه الجاحظ في البيان والتبيين ١/ ١٧٠ - ١٧١ إلى الأعور الشَّنِّي. وانظره بدون نسبة في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة/ ٥١٩/، والمحرر الوجيز ٣/ ٢٥١، وزاد المسير ١/ ٤٧١.
(٢) كذا في الطبري ٤/ ١١٧ - ١١٨ وأخرجه عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن الحسن، وقتادة، وعكرمة، ومجاهد، والضحاك، والسدي. وعن ابن زيد: أن الربيون هم الأتباع والرعية.
(٣) قراءتان شاذتان، أما الضم: فتنسب إلى علي، وابن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهم، وعكرمة، والحسن، وأبي رجاء، وعمرو بن عبيد، وعطاء. وأما القراءة بالفتح: فهي رواية قتادة عن ابن عباس رضي الله عنهما، انظر إعراب النحاس ١/ ٣٦٩، والمحتسب ١/ ١٧٣، والمحرر الوجيز ٣/ ٢٥٥.
(٤) كذا قال الزمخشري ١/ ٢٢١، وقال أبو الفتح ١/ ١٧٣: الضم تميمية، والكسر أيضًا لغة.
(٥) نسبها في المحتسب ١/ ١٧٤ إلى الحسن. ونسبها ابن عطية ٣/ ٢٥٦ إلى الأعمش وأبي السمال أيضًا. وهناك قراءة أخرى بإسكان الهاء، انظر إعراب النحاس ١/ ٣٦٩، والمحرر الوجيز في الموضع السابق.
(٦) انظر المحتسب، وإعراب النحاس في الموضعين السابقين.


الصفحة التالية
Icon