والتوكل: تفويض الأمر إلى غيرك، لثقتك بحسن تدبيره. والعزم: تشديد الأمر في القصد إلى الشيء.
﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٦٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ﴾. معنى ﴿يَخْذُلْكُمْ﴾: يترككم من عونه. يقال: خَذَله خِذلانًا، إذا تَرك عَوْنَهُ ونُصْرَتَهُ، من قولهم: ظبيٌ خاذِلٌ، إذا تخلف عن أصحابه.
وقرئ: (وإن يُخْذِلْكم) بضم الياء وكسر الذال (١) من أَخْذَلَهُ، إذا جعله مخذولًا.
والضمير في ﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾ لله تعالى، أو للخِذلان، والاستفهام بمعنى النفي، أي: لا أحد ينصركم من بعده.
﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٦١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ أن وما اتصل بها في موضع رفع باسم كان، و ﴿لِنَبِيٍّ﴾ الخبر، ومفعول ﴿أَنْ يَغُلَّ﴾ محذوف، أي: وما كان لنبي أن يغُل شيئًا من المغنم، يقال: غَلَّ شيئًا من المغنم يَغُلّ غُلُولًا، وأَغَلَّهُ يُغِلُّهُ إغلالًا، إذا أخذه في خُفْيَةٍ، وَأَغَلَّهُ أيضًا، إذا نسبه إلى الغُلول، ويقال أيضًا: أَغَلَّه، إذا وجده غَالًّا، كقولك: أحمدتُه، إذا وجدتَه محمودًا.
وقرئ: بفتح الياء وضم الغين على البناء للفاعل وهو النبي - ﷺ -، أي وما كان لنبي أن يخون، لأن النبوة تنافي الغُلُول.