أَسَدَّ كلام، ثم أُدخل الحسبان الأول على المبتدأ الذي هو ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾، عن الفراء والكسائي (١).
وقد جوز أن تكون التاء لتأنيث ﴿الَّذِينَ﴾ على تقدير القوم، كأنه قيل: ولا تحسبن القوم الذين، كقوله: ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ﴾ (٢) فاعرفه.
وقوله: ﴿إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا﴾ هذه جملة مستأنفة، ولذلك كُسرت (إن). و (ما) هذه تكتب متصلة لكونها كافة بخلاف الأولى.
واللام من ﴿لِيَزْدَادُوا﴾ لام العاقبة، كالتي في قوله: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ (٣)، ومنه قول الشاعر:
| ١٣٧ - أموالُنَا لذوي الميراثِ نجمَعُها | ودُورُنَا لخراب الدَّهر نبنيها (٤) |
وازداد هنا يجوز أن يكون لازمًا فيكون ﴿لِيَزْدَادُوا﴾ تمييزًا، وأن يكون متعديًا فيكون مفعولًا به.
(١) كذا حكاه عنهما النحاس ١/ ٣٨٠، وانظر معاني الفراء ١/ ٢٤٨.
(٢) سورة الشعراء، الآية: ١٠٥.
(٣) سورة القصص، الآية: ٨.
(٤) كذا ذكره صاحب اللسان (لوم) بمناسبة الاستشهاد على لام العاقبة، وهو من قصيدة أولها:
(٥) الكشاف ١/ ٢٣٢.
(٢) سورة الشعراء، الآية: ١٠٥.
(٣) سورة القصص، الآية: ٨.
(٤) كذا ذكره صاحب اللسان (لوم) بمناسبة الاستشهاد على لام العاقبة، وهو من قصيدة أولها:
| النفس تبكي على الديار وقد علمت | أن السعادة فيها ترك ما فيها |