قوله عز وجل: ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ﴾ كسرت ﴿إِنَّ﴾: لأنها بعد ﴿قَالُوا﴾ ومعمول له.
﴿سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا﴾ قرئ: (سنكتب) بالنون على البناء للفاعل و (ما) موصولة نصب به، والعائد محذوف، أي: قالوه. ولك أن تجعلها مصدرية فحينئذ تستغني عن العائد، أي: سنكتب قولهم. و ﴿قَتْلَهُمُ﴾: عطف عليه.
وقريء: (سيُكتَب) بالياء مضمومة وفتح التاء على البناء للمفعول (وقَتْلُهم) برفع اللام، و (يقولُ) بالياء النقط من تحته (١)، فما على هذه القراءة في موضع رفع على الفاعلية، (وقَتْلُهم) عطف عليه.
وقرئ: (سيَكتُبُ) بالياء مفتوحة النقط من تحتها (٢) مبنيًّا للفاعل وهو الله جل ذكره.
﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (١٨٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿ذَلِكَ﴾ رفع بالابتداء، والإشارة إلى ما تقدم من عقابهم في قوله: ﴿ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾، والخبر: ﴿بِمَا قَدَّمَتْ﴾. و (ما) موصولة، و ﴿وَأَنَّ اللَّهَ﴾: عطف على ﴿بِمَا قَدَّمَتْ﴾، أي: ذلك العقاب بسبب اجتراحهم السيئات، وبامتناع ظلم الباري جل ذكره للعباد، فأنَّ في موضع جر.
قيل: وإنما ذكر الظلَّام بلفظ المبالغة لجمع العبيد.
وقيل: له أن يفعل بعباده ما يشاء، فكل ما فعله فليس بظلم.
وقيل: إذا نُفِيَ الظُّلمُ الكثيرُ انتفى القليلُ ضرورةً، لأن الذي يظلمُ إنما

(١) هذه قراءة حمزة وحده، وقرأ الباقون: (سنكتب) بالنون، و (قتلَهم) بالنصب، (ونقول) بالنون. انظر السبعة ٢٢٠ - ٢٢١، والحجة ٣/ ١١٥، والمبسوط/ ١٧٢/.
(٢) قراءة شاذة نسبت إلى الحسن، والأعرج، انظر مختصر الشواذ/٢٣/، والكشاف ١/ ٢٣٤، والبحر ٣/ ١٣١.


الصفحة التالية
Icon