وقوله: ﴿أَوْ دَيْنٍ﴾ عطف على ﴿وَصِيَّةٍ﴾، وثم ﴿أَوْ﴾: للإِباحة على معنى: إن وجد أحدُهما أو كلاهما قُدِّم على قسمة الميراث.
وقوله: ﴿آبَاؤُكُمْ﴾، رفع بالابتداء. و ﴿وَأَبْنَاؤُكُمْ﴾: عطف عليه. و ﴿أَيُّهُمْ﴾: مبتدأ و ﴿أَقْرَبُ﴾: حْبره ﴿لَكُمْ﴾: متعلق بالخبر، والجملة في موضع نصب بقوله: ﴿لَا تَدْرُونَ﴾، وعلق ﴿لَا تَدْرُونَ﴾ عن العمل لفظًا؛ لأنه من أفعال القلوب، وأفعال القلوب تعَلَّقُ عند حروف الاستفهام والنفي والابتداء، وهذا من بعض خصائصها.
و﴿لَا تَدْرُونَ﴾: ومعموله في موضع رفع بخبر المبتدأ الذي هو ﴿آبَاؤُكُمْ﴾. و ﴿نَفْعًا﴾: نصب على التفسير، و ﴿فَرِيضَةً﴾: على المصدر المؤكَد؛ لأنَّ قوله: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ﴾ إلى هنا في معنى فَرَضَ الله عليكم ذلك فَرْضًا، ولك أن تجعلها في موضع الحال، أي: للمذكورين ما ذكر مفروضًا.
﴿وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (١٢)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً﴾ اعلم وفقنا الله وإياك أن ﴿كَلَالَةً﴾ في الأصل مصدر كَلَّ الرَّجُلُ يَكِلُّ كَلالَةً، فهو كَلٌّ، والكَلُّ: الذي لا ولد له ولا والد، وقيل: هي مصدرٌ مِن تَكَلَّلَهُ النسبُ، أي: تَطَرَّفَهُ، كأنه أخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد، وليس له منهما أحدٌ،


الصفحة التالية
Icon