وقوله: ﴿حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ﴾ ناصب ومنصوب.
وقوله: ﴿أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ﴾ عطف على ﴿يَتَوَفَّاهُنَّ﴾.
الزمخشري: فإن قلت: ما معنى ﴿يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ﴾ والتوفي والموت بمعنى واحد، كأنه قيل: أو يميتهن الموت؟ قلت: يجوز أن يراد حتى يتوفاهن ملائكة الموت، كقوله: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ (١)، ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ (٢)، ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ﴾ (٣)، أو حتى يأخذَهُنَّ الموتُ ويستوفي أرواحَهُنَّ، انتهى كلامه (٤).
وقوله: ﴿لَهُنَّ سَبِيلًا﴾ يحتمل أن يكون اللام من ﴿لَهُنَّ﴾ متعلقًا بقوله: ﴿أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ﴾، وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أنَّ تجعله حالًا على تقدير تقديمه على الموصوف وهو ﴿سَبِيلًا﴾.
﴿وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (١٦)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ﴾ قرئ: (واللذانِ) بتخفيف النون على أصل التثنية؛ لأنَّها لا تختلف في الأمر العام، وقرئ: بتشديدها (٥) على أنَّ إحدى النونين عوض من المحذوف، وهو الياء في الذي، وقد مضى الكلام على هذا في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة بأشبع ما يكون، فأغنى ذلك عن الإِعادة هنا.
والكلام في محل ﴿وَاللَّذَانِ﴾ كالكلام في محل ﴿وَاللَّاتِي يَأْتِينَ﴾، وقد

(١) سورة النحل، الآية: ٢٨.
(٢) سورة النساء، الآية: ٩٧.
(٣) سورة السجدة، الآية: ١١.
(٤) الكشاف ١/ ٢٥٦.
(٥) قرأ بها ابن كثير وحده، وقرأ الباقون بتخفيف النون. انظر السبعة/ ٢٢٩/، والحجة ٣/ ١٤١، والمبسوط / ١٧٧/، والتذكرة ٢/ ٣٠٤.


الصفحة التالية
Icon