وقيل: كان يمسكها حتى تموت، فقيل: لا يحل لكم أن تمسكوهن حتى ترثوا منهن وهن غير راضيات (١).
فالنساء على الوجه الأول: هن الموروثات، وعلى الثاني: هن الموروثات منهنَّ، والموروث محذوف، وهو المال، أي: أن ترثوا منهن مالًا.
وقرئ: (كَرْهًا) و (كُرْهًا) بفتح الكاف وضمها (٢)، وهما لغتان بمعني، كالضعْفِ والضعْفِ عن الكسائي. وقيل: الفتح فِعْلُ المضطر، والضم فعل المختار، عن الفراء (٣)، ومعنى ذلك أنك إذا قلت: فعلت الشيء كَرهًا بالفتح، أي: أُكرهت عليه وفعلته بغير اختياري، وفعلته كُرهًا بالضم، أي: فعلته على مشقة وإن كان باختياري (٤).
وقوله: ﴿وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ﴾ يحتمل أن يكون منصوبًا عطفًا على ﴿أَنْ تَرِثُوا﴾، و"لَا" لتأكيد النفي، أي: لا يحل لكم أن ترثوا النساء، ولا أن تعضلوهن. وأن يكون مجزومًا على أنَّه نهي مستأنف.
والعَضْل: الحبس والتضييق، يقال: عَضَلَ فلان أيِّمَهُ يَعْضلُها عَضْلًا، إذا منعها من التزويج، ومنه عَضَّلَتِ المرأة بولدها تَعْضيلًا، إذا اخْتَنَقَتْ رَحِمُهَا به، فخرج بعضه وبقي بعضه، فهي مُعَضِّلةٌ وَمُعَضِّلٌ أيضًا بلا تاء (٥).
وقوله: ﴿لِتَذْهَبُوا﴾ اللام متعلقة بقوله: ﴿وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ﴾.
وقوله: ﴿مَا آتَيْتُمُوهُنَّ﴾ (ما) موصول في موضع جر بإضافة بعض إليه،
(٢) قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بضم الكاف. وقرأ باقي العشرة بفتحها. انظر السبعة/ ٢٢٩/، والحجة ٣/ ١٤٤، والمبسوط / ١٧٧/، والتذكرة ٢/ ٣٠٥.
(٣) انظر قولي الكسائي والفراء في الصحاح (كره)، وقد ساقهما المؤلف رحمه الله بالمعنى.
(٤) انظر أيضًا مقاييس اللغة ٥/ ١٧٢.
(٥) الضبط من الصحاح (عضل)، والتفسير من الكشاف ١/ ٢٥٨.