والجمهور على رفع جنات، وقرئ: (جناتٍ) بالجر (١) على البدل من قوله: ﴿بِخَيْرٍ﴾. وهذه القراءة تعضد الوجهَ الأخيرَ، وهو تعلق اللام ﴿بِخَيْرٍ﴾، وارتفاع ﴿جَنَّاتٌ﴾ على خبر مبتدأ محذوف. وقد أجاز ابن كيسان: أن يكون ﴿جَنَّاتٌ﴾ منصوبًا بإضمار أعني (٢).
قال الرماني: ولا يحسن أن يكون بدلًا من موضع ﴿بِخَيْرٍ﴾، لأن الباء ليست بمزيدة، كما لا يحسن مررت برجل زيدًا.
﴿مِنْ تَحْتِهَا﴾: متعلق بتجري، ولك أن تجعلها حالًا من ﴿الْأَنْهَارُ﴾ لكون العامل فعلًا، أي: تجري الأنهار مستقرة تحتها.
﴿خَالِدِينَ﴾: حال من الضمير في ﴿اتَّقَوْا﴾ على حَدِّ: معه صقر صائدًا به غدًا. فإن قلتَ: ما منعك أن تجعله حالًا من المستكن في الظرف، كما زعم بعضهم؟ (٣) قلت: منعني فساد المعنى، لأن المستكن في الظرف هو للجنات، والمقصود بالوصف بالخلود: أصحاب الجنة لا الجنات.
ولك أن تجعله حالًا من (الذين) المجرور باللام (٤)، والعامل فيها الاستقرار، وهو الجيد وعليه المعنى، فاعرفه.
﴿وَأَزْوَاجٌ﴾: عطف على ﴿جَنَّاتٌ﴾ على قول من رفع، ومَن جَرَّ فعلى تقدير: ولهم أزواج.
﴿وَرِضْوَانٌ﴾: عطف أيضًا، وهو مصدر رضِي يرضَى بكسر العين في
(٢) انظر إعراب النحاس ١/ ٣١٥.
(٣) هو العكبري ١/ ٢٤٦. وإعرابه هذا هو مذهب الكوفيين، انظر الدر المصون ٣/ ٦٧ - ٦٨.
(٤) هذا إعراب صاحب البيان ١/ ١٩٤ مقتصرًا عليه.