فإن قلت: هل يصح أن تكون (ما) مصدرية؟ قلت: لا، لوجهين:
أحدهما: أن المعنى لا يساعدك عليه.
والثاني: أن الضمير في ﴿بِهِ﴾ راجع إلى (ما) والمصدر لا يَقْتَضي ذكرًا يرجع إليه على المذهبين.
وقوله: ﴿فَرِيضَةً﴾ يحتمل أن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعل محذوف، أي: فرض الله ذلك فريضة، وأن يكون حالًا إما من الأجور، أي: مفروضة، أو مقدرة، أو معلومة، وإما من الفعل في ﴿فَآتُوهُنَّ﴾، أو من المفعول، وأن يكون واقعًا موقع إيتاء؛ لأن الإِيتاء مفروض، كأنه قيل: وآتوهن أجورهن إيتاءً، فاعرفه فإنه موضع.
﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ﴾ (من) شرطية في موضع رفع بالابتداء، وجواب الشرط: ﴿فَمِنْ مَا مَلَكَتْ﴾، والخبر على ما ذَكرتُ قبيل، وهو فعل الشرط وجوابه، أو جوابه. و ﴿طَوْلًا﴾: مفعول ﴿لَمْ يَسْتَطِعْ﴾، وقيل: هو مفعول له، أي: لعدم طَوْلٍ، و ﴿أَنْ يَنْكِحَ﴾: مفعول ﴿لَمْ يَسْتَطِعْ﴾ (١)، ففي الآية على هذا