الجلالة (١)، وهو جمع شهيد ككرماء في جمع كريم، وقد جُوز أن يكون جمع شاهد، كعلماء في جمع عالم، وانتصابه على الحال من المنوي في ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ﴾ (٢)، أي: يستغفرونه شهداء لله بأنه لا إله إلا هو.
وقرئ كذلك، غير أنه رُفِعَ على: هم شهداءُ له. وقرئ أيضًا كذلك، غير أنه أضيفَ، أي: هم شهداؤه (٣).
﴿وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ﴾: على هذه القراءاتِ الثلاثِ عطفٌ على المستكن في (شهداء). والذي سوغ ذلك الفاصل الذي بينهما.
وقوله: ﴿أَنَّهُ﴾ أي: بأنه، ثم نزع منه الجار فَنُصِبَ، فهو في موضع نَصْبٍ لعدم الجار، أو جر على إرادته نظرًا إلى اللفظ دون المعنى، وإن نظرتَ إلى المعنى وهو عَلِمَ لم تحتج إلى إضمار الجار وفتحتَ أَنَّ بـ ﴿شَهِدَ﴾ نفسه، ويأتي عليها الكلام بعدُ إن شاء الله.
﴿وَأُولُو الْعِلْمِ﴾: واحده: ذو، وأولات واحدها: ذات.
﴿قَائِمًا﴾: منصوب على الحال إما من اسم الله تعالى، أي: عَلِمَ الله مقيمًا للعدل في جميع ما يفعل، وإما من المستكن في الخبر المحذوف والعامل فيها الاستقرار، وإمّا من (هو) الواقع بعد حرف الإِيجاب، والعامل فيها معنى الجملة، أي: تفرد قائمًا، وهي حال مؤكِّدة، كقوله: ﴿وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا﴾ (٤) على الأوجه المذكورة، وقد جوز فيه وجهان آخران:
أحدهما: أن يكون منصوبًا على المدح وإن كان نكرة، كقوله - أنشده صاحب الكتاب -:
(٢) من الآية السابقة.
(٣) الأولى: (شهداءُ لله)، والثانية: (شهداءُ الله). وكلاهما تروى عن أبي المهلب، انظر إعراب النحاس الموضع السابق.
(٤) سورة البقرة، الآية: ٩١.