وقوله: ﴿مِنْ لَدُنْهُ﴾ يحتمل أن يكون متعلقًا بقوله: ﴿وَيُؤْتِ﴾، وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن تجعله حالًا على تقدير تقديمه على الموصوف وهو ﴿أَجْرًا﴾ والأول أحسن، أي: ويؤت صاحبها من عنده على سبيل التفضل (١) عطاء عظيمًا، وسمّاه أجرًا؛ لأنه تابع للأجر لا يثبت إلّا بثباته، قاله الزمخشري (٢).
والجمهور على الياء في قوله: ﴿يُضَاعِفْهَا﴾ النقط من تحته وهو الوجه، لأجل ما عطف عليه وهو قوله: ﴿وَيُؤْتِ﴾ لم يختلفوا فيه. وقرئ: (نضاعفها) بالنون (٣)، ووجهه ظاهر.
﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (٤١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ﴾ ناصب (كيف) محذوف دل عليه معنى الكلام، أي: كيف يصنع هؤلاء الكفرة من اليهود وغيرهم؟ أو كيف تكون حالهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد يشهد عليهم بما صدر منهم، وهو نبيهم؟ كقوله ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ (٤)، وهو الناصب لإِذا أيضًا (٥).
و﴿مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ﴾: يحتمل أن يكون متعلقًا بـ ﴿جِئْنَا﴾، وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن تجعله حالًا على تقدير تقديمه على الموصوف وهو ﴿بِشَهِيدٍ﴾.
وقوله: ﴿وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾ عطف على ﴿جِئْنَا﴾ الأول
(٢) الكشاف ١/ ٢٦٩. ومن عند قوله: (والجمهور على.. ) إلى هنا ساقط من (د).
(٣) هي قراءة ابن هرمز كما في الكشاف ١/ ٢٦٩.
(٤) سورة المائدة، الآية: ١١٧.
(٥) كذا في التبيان ١/ ٣٥٩، والدر المصون ٣/ ٦٨٣. وقال النحاس ١/ ٤١٨: العامل في (إذا): (جئنا).