﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ﴾ الفاء جواب الشرط، و ﴿أُولَئِكَ﴾ مبتدأ وخبره ﴿مَعَ الَّذِينَ﴾، ونهاية صلة ﴿الَّذِينَ﴾: ﴿وَالصَّالِحِينَ﴾. و ﴿مِنَ النَّبِيِّينَ﴾، في موضع نصب على الحال من الهاء والميم في ﴿عَلَيْهِمْ﴾، قيل: أو من المستكن في الظرف وهو ﴿مَعَ﴾، والعامل الظرف، والإِشارة في ﴿أُولَئِكَ﴾ إلى المطيعين، وجُمع حملًا على معنى (مَن).
وقوله: ﴿وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ (أولئك) رفع بِحَسُنَ. قيل: وفيه معنى التعجب، كأنه قيل: وما أحسنَ أولئك رفيقًا (١).
وقرئ: (وحَسْنَ) بسكون السين (٢) تخفيفًا، كقولك في عَضُدٍ: عَضْدٌ.
و﴿رَفِيقًا﴾: منصوب على التمييز لأنه قد سُمِعَ: حَسُنَ أولئك من رفقاء، و (مَن) عَلَمٌ له، وقيل: على الحال لكونه من أسماء الصفات (٣). قيل: والرفيق كالصديق والخليط في استواء الواحد والجمع فيه، وقد جوز أن يكون مفردًا بُيِّنَ به الجِنْسُ في باب التمييز.
﴿ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (٧٠)﴾:
قوله عز وجلَّ: ﴿ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ﴾ (ذلك) رفع بالابتداء، والإِشارة إلى ما أُعطي المطيعون من الأجر العظيم، و ﴿الْفَضْلُ﴾ صفته، والخبر ﴿مِنَ اللَّهِ﴾، ولك أن تجعل الخبر ﴿الْفَضْلُ﴾، و ﴿مِنَ اللَّهِ﴾: حالًا من الفضل، والعامل ما في ذلك من معنى الإِشارة، كقولك: ذلك زيد
(٢) نسبت إلى أبي السمال العدوي، انظر إعراب النحاس ١/ ٤٣٢، والمحرر الوجيز ٤/ ١٧١.
(٣) هذا إعراب الأخفش ١/ ٢٦١. وحكاه عنه النحاس ١/ ٤٣٢، ومكي ١/ ١٩٦.