تَمَسَّحْتُ للصلاة، أي: توضأت كغيرها (١).
وقرئ: (وأرجلُكم) بالرفع (٢) على الابتداء، والخبر محذوف، أي: وأرجلكم مغسولة.
[قال الشافعي رحمه الله: قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ الآية، فقد أكد جل ثناؤه قصد القدمين بالغسل كما قدر الوجه واليدين فكانا، وهذه الآية أنه لا يجزئ في القدمين إلا ما يجزئ في الوجه من الغسل أو الرأس من المسح، فكان يحتمل أن يكون أريد بغسل القدمين أو مسحهما بعض المتوضئين دون بعض، فلما مسح رسول الله - ﷺ - على الخفين وأمر به من أدخل رجليه في الخفين وهو كامل الطهارة، دلت سنة رسول الله - ﷺ - على أنه إنما أريد بغسل القدمين أو مسحهما بعض المتوضئين دون بعض. انتهى كلامه] (٣).
وقوله: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾ الجنب يستوي فيه الذكر والأنثى، والتثنية والجمع لكونه مصدرًا، وفي الكلام حذف مضاف، أي: وإن كنتم ذوي جنب.
﴿فَاطَّهَّرُوا﴾ أصله فتطهروا، فأدغمت التاء في الطاء للقرب بعد القلب، فلما أُدغمت سَكَنَتْ فاجتُلبت ألف الوصل لذلك.

(١) حجة الفارسي ٣/ ٢١٥، ومعاني النحاس ٢/ ٢٧٣، والكشف لمكي ١/ ٤٥٦، والبيان ١/ ٢٨٥.
(٢) شذوذًا، ونسبت إلى الحسن البصري رحمه الله. انظر المحتسب ١/ ٢٠٨، والكشاف ١/ ٣٢٦. وذكر القرطبي ٦/ ٩١ أنها رواية عن نافع، قال: وهي قراءة الحسن، والأعمش سليمان.
(٣) كلام الإمام الشافعي رحمه الله الذي بين المعكوفتين من (أ) فقط، وهو في الأم ١/ ٢٧ ولكن ليس بهذا السياق. ومعناه: أن الإمام الشافعي رحمه الله يرى أنه يمكن حمل المعنى على أن غسل القدمين لغير لابس الخف، وأن المسح على لابس الخف. وانظر تفسير ابن كثير ٢/ ٢٧.


الصفحة التالية
Icon