غَرَوْتُ الجلد، إذا ألصقته بالغِراء، وقوس مَغْرُوَّةٌ، والياء في أغرينا من واو لما ذكرت آنفًا (١).
وقوله: ﴿بَيْنَهُمُ﴾ يحتمل أن يكون ظرفًا لقوله: ﴿فَأَغْرَيْنَا﴾، وأن يكون حالًا من العداوة، ولا يجوز أن يكون ظرفًا للعداوة؛ لأن العداوة مصدر كالمعاداة، يقال: عَدُوٌّ بَيِّنُ العداوة والمعاداة، ومعمول المصدر لا يتقدم عليه.
والضمير في ﴿بَيْنَهُمُ﴾ قيل: لليهود والنصارى (٢)، وقيل لِفِرَقِ النصارى المختلفين (٣).
و﴿إِلَى﴾: تحتمل أن تكون متعلقة بقوله: ﴿فَأَغْرَيْنَا﴾، وأن تكون متعلقة بالعداوة والبغضاء، أي: تباعدت قلوبهم ونياتهم إلى يوم القيامة، أو: تباغضوا إلى يوم القيامة، ويجوز أن تكون حالًا من أحدهما، فتكون متعلقة بمحذوف، أي: مستقرة أو مستقرًا إلى يوم القيامة.
والهمزة في (البغضاء) للتأنينث، كالتي في نحو السراء والضراء.
﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ﴾ محل ﴿يُبَيِّنُ﴾ النصب على الحال من قوله: ﴿رَسُولُنَا﴾، ومثله الثاني (٤)، وكذلك {وَيَعْفُو
وانظر المشوف المعلم ٢/ ٥٦٦.
(٢) أخرجه الطبري ٦/ ١٥٩ عن السدي، وابن زيد، ومجاهد، وقتادة. وانظر معاني النحاس ٢/ ٢٨٣.
(٣) أخرجه الطبري ٦/ ١٥٩ - ١٦٠ عن الربيع بن أنس، وقال بعده: هو أولى التأويلين عندي. قلت: وعليه اقتصر الزجاج ٢/ ١٦١. وانظر معاني النحاس الموضع السابق.
(٤) يعني مما سوف يأتي في الآية (١٩).