﴿قَالَ يَامَرْيَمُ﴾: مستأنف.
﴿أَنَّى لَكِ هَذَا﴾: ﴿هَذَا﴾ مبتدأ، و ﴿أَنَّى لَكِ﴾ الخبر، أي: من أين لك هذا؟
﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿هُنَالِكَ﴾ أصل (هنا) أن يكون للمكان، وكذلك (٣) و (حيث)، وقد يُستَعَرْنَ للزمان، والكاف حرف للخطاب، وبها يصير (هنا) للمكان البعيد عنك، ودخلت اللام لزيادة البعد، وكسرت لالتقاء الساكنين هي والألف قبلها. وبنو تميم يقولون: هناك بغير اللام، والعامل فيه ﴿دَعَا﴾، أي: دعا في ذلك المكان حيث هو قاعد عند مريم في المحراب، أو في ذلك الوقت على ما ذكرت آنفًا في هنا.
﴿مِنْ لَدُنْكَ﴾: ظرف لقوله: ﴿هَبْ﴾، ويحتمل أن يكون حالًا من ﴿ذُرِّيَّةً﴾ لتقدمه عليه، وقد ذكر نظيره في غير موضع.
وقوله: ﴿هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً﴾ أي: ولدًا. والذرية تقع على الواحد والجميع.
(سميع الدعاء): مجيبه.
﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (٣٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿فَنَادَتْهُ﴾ قرئ: بالخاء على تأويل الجماعة، أو على تأنيث لفظ الملائكة، وبغير التاء على تذكير الجمع (١).