ويجوز في الكلام تنوين إطعام ونصب عشرة، كقوله: ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا﴾ (١).
وقوله: ﴿مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ﴾ نعت لمحذوف وهو مفعول تقديره: أن تطعموهم قوتًا من أوسط ما، أي: قوتًا متوسطًا؛ لأن منهم من يسرف في إطعام أهله، ومنهم من يُقَتِّرُ. و (ما): موصول وعائده محذوف، أي: تطعمون منه أهليكم، أو تطعمونه أهليكم.
و﴿أَهْلِيكُمْ﴾: جمع أهل، يقال: أهل الرجل، وأهلة الرجل، وعلى الأهلة جاءت قراءة من قرأ: (أهاليكم)، وجمع بالواو والياء، وفي الحديث: "إن لله أهلين" (٢).
وقرئ: (أهاليكم) (٣)، وهو جمع أهلاة في القياس، كالليالي والأراضي، الواحد ليلاة في القياس والتقدير، وأُنشد على ذلك:
١٨٩ - *في كُلِّ ما يومٍ وكُلِّ لَيْلاهْ* (٤)
وقالوا في تصغيرها: لُيَيْلِيَة (٥)، وأما تسكين الياء في حال النصب
(٢) أول حديث رواه أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: "إن لله أهلين من الناس. فقيل: من أهل الله منهم؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته". أخرجه الإمام أحمد ٣/ ١٢٧. وابن ماجه في المقدمة (٢١٥)، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف ١/ ٩٨، وإسناده صحيح كما في مصباح الزجاجة ١/ ٩١.
(٣) قراءة شاذة نسبت إلى جعفر بن محمد، انظر المحتسب ١/ ٢١٧، والكشاف ١/ ٣٦١، والمحرر الوجيز ٥/ ١٧٧.
(٤) رجز ينسب إلى أبي زغيب دلم العبشمي، يصف جملًا، وبعده:
حتى يقول كل راءٍ إذ رآه | يا ويحه من جمل ما أشقاه |
(٥) كذا في الكتاب ٣/ ٤٨٦، والصحاح (ليل).