قوله عز وجل: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ (كيف) في موضع نصب بخبر كان، و ﴿عَاقِبَةُ﴾ اسمها.
وإنما قيل: كان ولم يقل: كانت حملًا على المعنى؛ لأن العاقبة والمصير بمعنًى، كما أن الموعظة والوعظ كذلك؛ ولأن التأنيث غير حقيقي.
الزمخشري: فإن قلت: أي فرق بين قوله: ﴿فَانْظُرُوا﴾ (١) وبين قوله: ﴿ثُمَّ انْظُرُوا﴾؟ قلت: جعل النظر مسببًا عن السير في قوله: ﴿فَانْظُرُوا﴾، فكأنه قيل: سيروا لأجل النظر، ولا تسيروا سير الغافلين، وأما قوله: ﴿سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا﴾ فمعناه إباحة السير في الأرض للتجارة وغيرها من المنافع وإيجاب النظر في آثار الهالكين، ونبه على ذلك بثم، لتباعد ما بين الواجب والمباح، انتهى كلامه (٢).
﴿قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ اللام في ﴿لِمَنْ﴾ لام المِلك، و (من) استفهام ومعناه التثبيت و ﴿مَا﴾ بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء، وخبره ﴿لِمَنْ﴾.
وقوله: ﴿قُلْ لِلَّهِ﴾: خبر مبتدأ محذوف، أي: هو لله، لا خلاف بيننا في ذلك، يعضده: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ في غير موضع من التنزيل (٣).
(٢) الكشاف ٢/ ٥.
(٣) بهذا السياق فقط: في لقمان (٢٥)، والزمر (٣٨)، وبزيادة أو نقص: في العنكبوت (٦١) و (٦٣)، والزخرف (٨٧).