قوله عز وجل: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ﴾ الضرُّ بالضم: اسم جامع لكل ما يتضرر به الشخص من مرض أو فقر أو غير ذلك من بلاياه، وبالفتح: المصدر.
﴿فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾: (لا كاشف) في موضع رفع بالابتداء، والخبر ﴿لَهُ﴾، ﴿إِلَّا هُوَ﴾ يحتمل أن يكون بدلًا من موضع لا كاشف، وأن يكون بدلًا من المستكن في ﴿لَهُ﴾، أي: فلا قادر على كشفه إلَّا هو.
فإن قلت: هل يجوز أن ترفع: ﴿إِلَّا هُوَ﴾ بكاشف، أو تبدل من المستكن فيه؟ قلت: لا، من أجل أنك في كلا الوجهين تُعمِل اسم لا، واسم لا متى أُعمل في ظاهرٍ نُوِّنَ (١).
﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ﴾ ابتداء وخبر.
وقوله: ﴿فَوْقَ عِبَادِهِ﴾: يحتمل أن يكون خبرًا بعد خبر. وأن يكون في موضع الحال من المستكن في القاهر، والعامل فيها ﴿الْقَاهِرُ﴾، أي: وهو القاهر مستعليًا. وأن يكون ظرفًا للقاهر على معنى: قد استعلى عليهم قهرُهُ.
والقهر: العلو بالغلبة والقدرة.
﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً﴾، ابتداء وخبر، و ﴿شَهَادَةً﴾ نصب على التمييز.

(١) انظر في هذا أيضًا التبيان ١/ ٤٨٥.


الصفحة التالية
Icon