منها ﴿بِآيَةٍ﴾ فافعل، على ما فسر (١)، ثم حُذف جواب الشرط الثاني للعلم به، وهو ما ذكرت آنفًا.
و﴿فِي الْأَرْضِ﴾: في موضع النعت لنفق، و ﴿فِي السَّمَاءِ﴾ لسلم. ولك أن تعلقهما بقوله: ﴿أَنْ تَبْتَغِيَ﴾.
﴿فَتَأْتِيَهُمْ﴾: عطف على قوله: ﴿أَنْ تَبْتَغِيَ﴾.
﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (٣٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ﴾ أي يجيب، قيل: والفرق بين الفعلين أن ﴿يَسْتَجِيبُ﴾ فيه قبول لما دعي إليه، وليس كذلك يجيب؛ لأنه قد يجيب بالمخالفة (٢).
وقوله: ﴿وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ﴾ ابتداء وخبر، ولك أن تجعل ﴿وَالْمَوْتَى﴾ في موضع نصب بمحذوف دل عليه هذا الظاهر، تقديره: ويبعث الله الموتى يبعثهم الله، وهو أحسن لأجل التشاكل، وهو أن تعطف جملة من فعل وفاعل على جملة من فعل وفاعل، وعلى الوجه الأول إنما تعطف جملة من ابتداء وخبر على جملة من فعل وفاعل.
﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٣٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾ (لولا) بمعنى هَلَّا، وإنما قيل: (نُزِّل) فَذُكِّرَ مع تأنيث الفاعل لأجل الفصل، ولأن تأنيث آية غير حقيقي.
و﴿مِنْ رَبِّهِ﴾: يحتمل أن يكون متعلقًا بقوله: ﴿نُزِّلَ﴾، وأن يكون في
(٢) قاله الماوردي ٢/ ١٠٩.