وقرئ في غير المشهور: (الحوارِيُون) بتخفيف الياء (١) كراهة التضعيف.
﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٥٥)﴾:
قوله عز وجل ﴿إِذْ قَالَ﴾ إذ: مفعول به، أي: اذكر إذ قال، وقيل: ظرف لـ ﴿وَمَكَرَ اللَّهُ﴾ أو لـ ﴿خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ (٢).
﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ﴾: اسم الفاعل هنا للاستقبال، وكذا ﴿وَرَافِعُكَ﴾ وما عطف عليه، والأصل: متوفِّيُك، فحذفت الضمهَ استثقالًا لها على حرف العلة.
واختلف في معنى ﴿مُتَوَفِّيكَ﴾ هنا، فقيل: مستوفي أجلك، ومعناه: إني عاصمك من أن يقتلك الكفار، ومؤخرُك إلى أجلٍ كتبتُه لك، ومميتك حَتْفَ أنفِكَ لا قتلًا بأيديهم (٣).
﴿وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ قيل: إلى سمائي ومحل كرامتي (٤). وقيل: إلى جنتي.
﴿وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: من سوء جوارهم، وخبث صحبتهم.
وقيل: ﴿مُتَوَفِّيكَ﴾: قابضك من الأرض إلى السماء من غير وفاة،
(٢) من الآية السابقة.
(٣) هذا قول الزمخشري ١/ ١٩٢، ومعناه سوف يأتي في قول آخر وأخرجه إن شاء الله.
(٤) جعل الماوردي ١/ ٣٩٧ هذا القول قولين، الأول: رافعك إلى السماء. والثاني: رافعك إلى محل كرامتي. وفي الكشاف: مقر ملائكتي.