فقلبت الواو المضمومة همزة، كما قلبت في أُجُوهٍ، وهو مُطَّرِدٌ، أعني قَلْبَ الواو المضمومة همزة.
وقرئ: (وُثنًا) بالواو على الأصل.
وقرئ أيضًا: بإسكان الثاء مع الهمزة والواو تخفيفًا، كما تقول: أَسَدٌ وأُسُدٌ وأُسْدٌ.
وقرئ أيضًا: (أوثانًا)، وهو جمع وَثَنٍ أيضًا (١).
و﴿مَرِيدًا﴾: نعت للشيطان، وهو فعيل وفيه وجهان:
أحدهما: المتجرد من الخير الخارج منه، من قولهم: شَجرةٌ مَرداءُ، إذا تناثر ورقُها، ومنه الأمرد الذي لا شعر في وجهه.
والثاني: الممتد في الشرِّ، من قولهم: بيت مُمَرَّدٌ، أي: مُطَوَّلٌ.
﴿لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (١١٨)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَعَنَهُ اللَّهُ﴾ صفة له بعد صفة أخزاه الله، وقيل: هو مستأنف على وجه الدعاء (٢).
وقوله: ﴿وَقَالَ﴾ يحتمل أن يكون صفة له أيضًا، أي: شيطانًا مريدًا جامعًا بين اللعنة وهذا القول الرديء، والواو للعطف، وأن يكون للحال وقد معها مرادة، أي: وقد قال، وأن يكون مستأنفًا. والمستكن في ﴿قَالَ﴾ على الأوجه للشيطان.
وقوله: ﴿لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا﴾ اللام جواب قَسَمٍ محذوف، أي: والله لأتخذن نصيبًا مفروضًا مقطوعًا واجبًا، من قولهم:

(١) انظر هذه القراءات الشاذة وأصحابها في معاني النحاس ١/ ١٩٢، والمحتسب ١/ ١٩٨ - ١٩٩، والمحرر الوجيز ٤/ ٢٥٦ - ٢٥٧، وزاد المسير ٢/ ٢٠٢.
(٢) انظر إعراب النحاس ١/ ٤٥٤، والتبيان ١/ ٣٩١.


الصفحة التالية
Icon