بمحيص؛ لأنه مصدر، ومعمول المصدر لا يتقدم عليه، وقيل: متعلق بقوله: ﴿وَلَا يَجِدُونَ﴾، وليس بالمتين، لأنه لا يتعدى بعن، لا يقال: وجدت عنه كذا إلا أن تجعل عن بمعنى من.
والمَحيص: المَعْدِلُ، يقال منه: حاص عن الأمر يَحيص حَيْصًا وحُيُوصًا ومَحِيصًا، أي: عُدُولًا. والمحيص: يصلح للمكان والزمان أيضًا.
﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (١٢٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾: (والذين) في موضع رفع بالابتداء، ونهاية صلته ﴿الصَّالِحَاتِ﴾. و ﴿سَنُدْخِلُهُمْ﴾ الخبر. ﴿خَالِدِينَ﴾: حال من الهاء والميم في ﴿سَنُدْخِلُهُمْ﴾. ﴿أَبَدًا﴾: ظرف زمان لخالدين.
وقوله: ﴿وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا﴾ مصدران، أَمّا ﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾ فمؤكِّد لنفسه، أي: وَعَد الله ذلك وعدًا، وأما ﴿حَقًّا﴾ فمؤكد لغيره وهو الوعد.
وقوله: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ (من) استفهام في موضع رفع بالابتداء، ومعناه النفي، والخبر ﴿أَصْدَقُ﴾. و ﴿قِيلًا﴾: منصوب على التمييز، أي: لا أَحَدٌ أصدق منه قولًا.
﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ﴾ اسم ليس مضمر فيها، أي: ليس ذلك، أو ليس ما ادعيتموه، [وذلك أن اليهود قالوا: نحن أصحاب الجنة، وقالت النصارى كذلك، وقال المشركون لا نُبعث، على ما فُسِّر] (١).