﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٢٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ﴾ (إذ) مفعول به لقوله: ﴿وَاذْكُرُوا﴾، لا ظرف له كما زعم بعضهم، أي: اذكروا وقت القلة والذلة والضعف.
وقوله: ﴿تَخَافُونَ﴾ يحتمل أن يكون في محل النصب على الحال من المستكن في ﴿مُسْتَضْعَفُونَ﴾، وأن يكون في محل الرفع على النعت كالذي قبله، أو على أنه خبر بعد خبر، أي: خائفين أو خائفون.
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٧) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٨) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ﴾ يحتمل أن يكون مجزومًا عطفًا على ﴿لَا تَخُونُوا﴾ مُدخلًا في حكم النهي، وأن يكون منصوبًا على الجواب بالواو، كقوله جل ذكره: ﴿وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ﴾ (١)، وقولك: وتَشْرَبَ اللّبَنَ (٢).
والجمهور على جمع الأمانة لاختلاف أنواع الأمانة، وقرئ بالتوحيد (٣) على إرادة الجنس.
(٢) يعني القول المشهور: لا تأكلِ السمكَ وتشربَ اللبنَ.
(٣) قرأها مجاهد كما في الكشاف ٢/ ١٢٣. ورويت عن أبي عمرو بن العلاء كما في المحرر الوجيز ٨/ ٤٦.