والرَّكْمُ: هو الضم والجمع، يقال: رَكَمَ الشيءَ يَرْكُمُهُ رَكْمًا، إذا جمعه وضَم بعضه إلى بعض حتى يتراكم، والاسم الرُّكَام، أي: يجمع الخبيث حتى يصير كالسحاب المركوم، وهو أن يكون بعضهم فوق بعض في النار مجتمعين فيها.
وقوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ إشارة إلى الفريق الخبيث.
﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (٣٨) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩﴾:
قوله عز وجل: ﴿يُغْفَرْ لَهُمْ﴾ الجمهور على ترك تسمية الفاعل في ﴿يُغْفَرْ﴾، وقرئ: (يَغفِرْ) على تسمية الفاعل (١)، وهو الله عز وجل.
﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (٤٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ المخصوص بالمدح محذوف، أي: نعم المولى الله، والمولى هنا: الناصر والمعين.
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١)﴾:
قول عز وجل: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ (ما) موصولة وما بعدها صلتها، وعائدها محذوف، و ﴿مِنْ شَيْءٍ﴾ في محل النصب على الحال من العائد المحذوف، أي: واعلموا أن ما غنمتموه قليلًا وكثيرًا. وإنما جيء بـ ﴿شَيْءٍ﴾ وبيّن به لما فيه من التعميم.
وقوله: ﴿فَأَنَّ لِلَّهِ﴾ مبتدأ خبره محذوف، أي: فَحَقٌّ أو واجبٌ أن لله خمسه، أو بالعكس، أي: فحكمه أن لله خمسه، والجملة في محل الرفع