وقرئ: بالتاء النقط من فوقه (١)، والملائكة رفعها بالفعل ليس إلَّا، و ﴿يَضْرِبُونَ﴾ حال منهم، أو من ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ على ما ذكر آنفًا.
وقوله: ﴿وَذُوقُوا﴾ عطف على ﴿يَضْرِبُونَ﴾ على إرادة القول، أي ويقولون ذوقوا ذلك، كقوله: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ (٢)، أي: يقولون ذلك.
﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (٥١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ (ذلك) مبتدأ، والخبر ﴿بِمَا قَدَّمَتْ﴾، و ﴿وَأَنَّ اللَّهَ﴾ عطف على الخبر، أي: وبأن الله، أي: ذلك العذاب بسببين: بسبب ما صدر منهم من المعاصي، وبأن الله ليس بظلَّامٍ للعبيد.
﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٥٢)﴾:
قوله عز وجل: ﴿كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ حل الكاف الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: دأب هؤلاء مثل دأب آل فرعون.
ودأبهم: عادتهم وعملهم الذي دأبوا فيه، أي: داوموا عليه وواظبوا. أو النصب، أي: فعلنا بهم فعلًا مثل فعلنا بآل فرعون.
والدأبُ: مصدر دَأَبَ يَدْأَبُ دَأبًا ودُؤوبًا، إذا جرى على العادة، وقد مضى الكلام على هذا في "آل عمران" بأشبع من هذا (٣).
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ (الذين) في محل الجر بالعطف على ﴿آلِ فِرْعَوْنَ﴾، و ﴿كَفَرُوا﴾ في موضع الحال، وقد معه مرادة، أو الرفع بالابتداء و ﴿كَفَرُوا﴾ خبره.
(٢) سورة الرعد، الآيتان: ٢٣ و ٢٤.
(٣) حيث تكررت العبارة هناك في الآية (١١) منها.