قوله عز وجل: (فإن تكن منكم مائة) قريء: بالتاء النقط من فوقه (١) لتأنيث لفظ المائة، وقرئ: بالياء النقط من تحته (٢) حملًا على المعنى؛ لأن المائةَ رجالٌ في المعنى، ومن قرأ الموصوف بصابرة بالتاء - وهو أبو عمرو - فلأن وصف المائة بصابرة قَوَّى تأنيثها.
وأما الضعف والضَّعف فهما لغتان بمعنًى، كالفُقر والفَقر، وقد قرئ بهما (٣)، فالضم لغة أهل الحجاز، والفتح لغة تميم، عن أبي عمرو (٤).
وقرأ ابن القعقاع: (ضُعَفاءَ) (٥)، وهو جمع ضعيف، كشريف وشرفاء، والمانع له من الصرف ألف التأنيث.
﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٧)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى﴾: (أن تكون) بالتاء النقط من فوقه (٦) لتأنيث لفظ ﴿أَسْرَى﴾. وقرئ: بالياء النقط من تحته (٧) خملًا على المعنى، إذ المراد بهم الرجال، أو على إرادة الجماعة والجمع.
وقوله: ﴿حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾ الإِثخان: كثرة القتل والمبالغة فيه،

(١) قرأها أبو جعفر، ونافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو، ويعقوب. والقراءة هنا مثلها في الآية التي قبلها في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ﴾ إلا أن أبا عمرو، ويعقوب قرآها هناك بالياء.
(٢) قرأها عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف في الآيتين. انظر السبعة/ ٣٠٨/. والحجة ٤/ ١٥٩ - ١٦٠ وفيه تصحيف. والمبسوط/ ٢٢٢/. والتذكرة ٢/ ٣٥٤ - ٣٥٥.
(٣) قرأ عاصم، وحمزة، وخلف (ضعفًا) بفتح الضاد. وقرأ الباقون بضمها. انظر السبعة/ ٣٠٨/. والحجة ٤/ ١٦١. والمبسوط ٢٢٢ - ٢٢٣. والتذكرة ٢/ ٣٥٥.
(٤) حكاها عنه النحاس في إعرابه ١/ ٦٨٧.
(٥) انظر قراءة أبي جعفر بن القعقاع من العشرة في المبسوط/٢٢٣/. وإعراب النحاس ١/ ٦٨٦. والنشر ٢/ ٢٧٧.
(٦) قرأها البصريان أبو عمرو، ويعقوب. ومنهم من نسبها إلى أبي جعفر أيضًا. انظر السبعة/ ٣٠٩/. والحجة ٤/ ١٦٢. والمبسوط/ ٢٢٣/. والتذكرة ٢/ ٣٥٥. والإتحاف ٢/ ٨٣.
(٧) هذه قراءة باقي العشرة كما في المصادر السابقة.


الصفحة التالية
Icon