ويجمع الإِل على الأوجه المذكورة ما عدا الوجهَ الأخير في القلة على آلَالٍ، وفي الكثرة على ألول وإلال.
وقوله: ﴿وَلَا ذِمَّةً﴾ الذمة: الأمان والعهد، من أَذمَّه، إذا أجاره، وجمع بينهما لاختلاف لفظهما، أعني على قول من فسر ﴿إِلًّا﴾ بالعهد.
وقرئ: (إيلًا) بياء بعد الهمزة خفيفة اللام (١)، على إبدال اللام الأولى ياء لثقل التضعيف مع ثقل الهمزة مكسورة، كما قالوا: دينار وقيراط، فأبدلوا من الحرف الأول ياء كراهية التضعيف.
والأصل: دِنَّارٌ وقِرَّاط، بشهادة قولهم: دنانير وقراريط، أو الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، على أن يكون أصله إولًا فِعْلًا، من آل الأمير رعيته يؤولها إيلًا وإيالًا وإيالة، إذا ساسها وأحسن سياستها.
فالياء في ذلك كله منقلبة عن الواو، وفي كلام بعضهم: قد ألْنا وإيلَ علينا، فاعرفه.
وقوله: ﴿يُرْضُونَكُمْ﴾ كلام مستأنف في وصف حالهم من مخالفة الظاهر الباطن، مقرر لاستبعاد الثبات منهم على العهد، وليس في موضع الحال من الفاعل في ﴿لَا يَرْقُبُوا﴾: كما زعم بعضهم، لضعف المعنى على ذلك، وذلك أن المذكورين - أخزاهم الله - لا يُرْضون المؤمنين بعد القهر والغلبة.
وقوله: ﴿وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾ أي: أكثرهم في شركهم متمردون فيه؛ لأن جميع المشركين فاسقون.
﴿اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (١٠)﴾: