وخبره ﴿أَعْظَمُ دَرَجَةً﴾، و ﴿دَرَجَةً﴾ نصب على البيان، أي: أعظم من غيرهم منزلة، و ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ لا أنتم.
والفائز: الظافر بأمنيته، والفوز، والفلاح، والنجاح نظائر في اللغة، وقد ذكر فيما سلف.
﴿يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (٢١) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (٢٢) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿يُبَشِّرُهُمْ﴾ يحتمل أن يكون مستأنفًا، وأن يكون خبرًا بعد خبر ﴿الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (١).
وقوله: ﴿لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ﴾ يعني في الجنات. وقيل: في الرحمة. وقيل: في البشرى، دل عليها ﴿يُبَشِّرُهُمْ﴾ (٢).
و﴿خَالِدِينَ﴾: حال من الهاء والميم في ﴿لَهُمْ﴾. وقوله: ﴿لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ﴾ في موضع جر على النعت لجنات.
﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٢٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَعَشِيرَتُكُمْ﴾ قرئ: بالتوحيد (٣) استغناء بما أضيف إليه من الجمع عن جمعه لدلالته عليه، وأيضًا فإن العشيرة واقعة على الجمع

(١) من أول الآية السابقة.
(٢) الأقوال الثلاثة في مشكل مكي ١/ ٣٥٩ - ٣٦٠.
(٣) هذه قراءة الجمهور غير أبي بكر كما سيأتي.


الصفحة التالية
Icon