وقيل: يُجَرُّ إلى الموضع الذي يقبض منه فيه بالعنف، ويقال له: أدِّ الجزية (١).
﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٣٠)﴾:
قوله عز وجل: ﴿عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾ قرئ: بالتنوين (٢) على أن عُزيرًا مبتدأ، و ﴿ابْنُ﴾ خبره، وإذا كان كذلك فلا بد من إثبات التنوين في حال السعة والاختيار إعلامًا بأن الأول مبتدأ، وأن ما بعده خبر عنه وليس بنعتٍ له.
وقرئ بحذف التنوين (٣) على أن ابنًا وصف له، و (عزيرُ) مبتدأ، وخبره محذوف، أي: عزيرُ ابن الله صاحبُنَا، أو معبودنا، أو بالعكس، أي: صاحبنا أو معبودنا عزيرُ ابن الله (٤)، أو خبر له، وحذف التنوين منه إمّا لالتقاء الساكنين، كقراءة من قرأ: (أَحَدُ الله) (٥)، أو للتخفيف، كما تحذف حروف اللين لذلك نحو: لم يك زيدٌ قائمًا، ﴿وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ﴾ (٦)، أو لكونه أعجميًا كعازرَ، وعَيزار، وعزرائيل، فامتناع صرفه للعجمة والتعريف.
وقيل: إن ابنًا بدل من ﴿عُزَيْرٌ﴾، أو عطف بيان له، و ﴿عُزَيْرٌ﴾: مبتدأ، وخبره محذوف، أو بالعكس، وقد ذكرا.

(١) كذا في الزمخشري ٢/ ١٤٨. وهو معنى قول ابن عباس - رضي الله عنهما -. انظر زاد المسير ٣/ ٤٢١. ومعاني النحاس ٣/ ٢٠٠.
(٢) هذه قراءة عاصم، والكسائي، ويعقوب كما سوف أخرج.
(٣) قرأها الباقون. انظر القراءتين في السبعة/ ٣١٣/. والحجة ٤/ ١٨١. والمبسوط/ ٢٢٦/.
(٤) إذا أعربتَ (ابن) صفة حذفت الألف في الخط. وإذا أعربتها خبرًا أثبت الألف. انظر مشكل مكي ١/ ٣٦٠.
(٥) رواية عن أبي عمرو، وسوف تأتي في موضعها من سورة الإخلاص، وأخرجها هناك إن شاء الله.
(٦) سورة النحل، الآية: ١٢٧.


الصفحة التالية
Icon