وقوله: ﴿هَذَا مَا كَنَزْتُمْ﴾ على إرادة القول.
و﴿مَا﴾ تحتمل أن تكون موصولة، أي: يقال لهم: هذا الذي تُكوون به هو ما جمعتم لأنفسكم وبخلتم به عن حق الله تعالى، وأن تكون مصدرية والإِشارة إلى العذاب، أي: هذا العذاب هو جزاء ما كنزتم، أي: كنزكم.
وقوله: ﴿فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ أي: عذابه.
﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (٣٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ﴾ (عدة) مصدر كالعدِّ، غير أنها هنا بمعنى العدد، والعدد الاسم.
و﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ من صلتها، و ﴿اثْنَا عَشَرَ﴾ خبر ﴿إِنَّ﴾، و ﴿فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ في موضع رفع على الصفة لاثني عَشر، أي: مثله في كتاب الله.
ولا يجوز أن يكون من صلة ﴿عِدَّةَ﴾، كما زعم بعضهم (١) لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر إنّ (٢).
وقوله: ﴿يَوْمَ خَلَقَ﴾ يوم: ظرف لـ ﴿كِتَابِ﴾ إن جعلت كتابًا معنًى لا عينًا، أي في حكمه، أو في إيجابه في ذلك اليوم، أو للاستقرار الذي يتعلق به ﴿فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾ إن جعلته عينًا وهو اللوح المحفوظ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (٣).
(٢) كذا رده ابن عطية ٨/ ١٧٧ أيضًا. ويريد بالصلة والموصول هنا: المصدر ومعموله.
(٣) انظر زاد المسير ٣/ ٤٣٢. وذكره البغوي، والزمخشري، دون نسبة. ورجحه ابن عطية على الأول.