الخاء، غير أنه حذف فتحة التاء حين أراد إدغامها والخاء قبلها ساكنة فكسرها لالتقاء الساكنين.
ويجوز (يِخِصفان) بكسر الياء فيمن كسر الخاء إتباعًا، كقراءة أبي بكر: (يِهِدِّي) بكسر الياء والهاء (١).
﴿قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٢٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ ابتداء وخبر في موضع الحال من الضمير في ﴿اهْبِطُوا﴾ أي: اهبطوا متعادين، يعاديهما إبليس ويعاديانه.
واللام من صلة ﴿عَدُوٌّ﴾، ويحتمل أن يكون في موضع الحال لتقدمه على موصوفه وهو ﴿عَدُوٌّ﴾، وقد ذكر في "البقرة" (٢).
وقوله: ﴿مُسْتَقَرٌّ﴾ أي: استقرار؛ لأن المصدر يأتي على زنة المفعول كقوله: ﴿وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾ (٣) أي: إدخالًا كريمًا، أو موضع استقرار ومتاع وانتفاع بعيش. ﴿إِلَى حِينٍ﴾: إلى انقضاء آجالكم.
﴿قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (٢٥)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ﴾ الواو لعطف جملة على جملة.
وقرئ: (تُخرجون) و (تَخرجون) بضم التاء وفتحها (٤)، وهما متقاربان؛

(١) من الآية (٣٥) من سورة يونس. وانظر قراءة أبي بكر عن عاصم في السبعة /٣٢٦/.
والحجة ٤/ ٢٧٥. والمبسوط / ٢٣٤/. وأبو بكر هو ابن عياش بن سالم الأسدي الكوفي أحد الأعلام. واختلف في اسمه على عشرة أقوال أصحها أنه شعبة، قرأ القرآن ثلاث مرات على عاصم، وكان سيدًا إمامًا كثير العلم والعمل، منقطع القرين، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة. (طبقات الذهبي).
(٢) عند إعراب قوله تعالى: ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ [٣٦].
(٣) سورة النساء، الآية: ٣١.
(٤) القراءتان صحيحتان، قرأ بالضم: ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، والمدنيان. وقرأ الخمسة الباقون بالفتح. انظر السبعة / ٢٧٩/. والحجة ٤/ ٩. والمبسوط ٢٠٧ - ٢٠٨.


الصفحة التالية
Icon