قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا﴾ ﴿مِنْهُمْ﴾ في موضع جر على النعت لـ ﴿أَحَدٍ﴾، أو نصب على الحال من المنوي في ﴿مَاتَ﴾، و ﴿مَاتَ﴾ في موضع النعت أيضًا لـ ﴿أَحَدٍ﴾. و ﴿أَبَدًا﴾ ظرف لقوله: ﴿وَلَا تُصَلِّ﴾.
وقوله: ﴿إِنَّهُمْ كَفَرُوا﴾ كسرت إن على سبيل الاستئناف، ولم تفتح وإن كان فيها معنى العلة، لتحقيق الإِخبار عنهم بأنهم على الكفر، قاله الرماني.
وقوله: ﴿وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ في موضع الحال من الضمير في ﴿وَمَاتُوا﴾.
﴿وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (٨٦)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿أَنْ آمِنُوا﴾ هي أن المفسرة، أي آمنوا، وقيل: هي أن المصدرية، أي: أنزلت بأن آمنوا، أي: بالإِيمان (١).
وقوله: ﴿أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ﴾ أي: ذوو الفضل والسعة في المال، من طال عليه طولًا.
وقوله: ﴿ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾ (نكن) مجزوم على جواب شرط محذوف. و ﴿مَعَ﴾ ظرف في موضع خبر ﴿نَكُنْ﴾، أي: دعنا مع الذين لهم علة وعذر في التخلف كالزَّمْنَى والضعفاء.
﴿رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (٨٧) لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨٨) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٨٩)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ﴾ الخوالف: جمع

(١) التبيان ٢/ ٦٥٤.


الصفحة التالية
Icon