والبغي: الظلم.
و﴿بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾: من صلة البغي، وقيل: في موضع الحال من المستكن فيه، إذ التقدير: وأن تبغوا (١).
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ﴾ (أجل) مبتدأ وما قبله خبره، ومعنى ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ﴾ أي: وقت مؤقت، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: يعني أجل الهلاك والعذاب (٢).
وقوله: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ﴾ هو مفرد في اللفظ جمع في المعنى، وبالجمع قرأ بعض القراء: (فإذا جاء آجالهم) (٣) على الأصل، لأن لكل شخص أجلًا، فأما إفراده على قول الجمهور، فلأنه جنس، أو لأنه مصدر، فأتته الجنسية من جهة المصدرية، وحَسُن الإِفراد أيضًا لإِضافته إلى الجمع، وعليه أتى قول الشاعر:
٢٢٣ - *في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقد شَجِينا (٤) *
إذ معلوم أن لكل أحد أجلًا، كما أن لكل أحد حلقًا.
﴿يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٣٥) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٦)﴾:
(٢) ذكره الماوردي ٢/ ٢٢٠ عن جويبر. وعزاه البغوي ٢/ ١٥٨ إلى ابن عباس، وعطاء، والحسن. وانظر التفسير المنسوب إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - محل الآية.
(٣) قراءة شاذة نسبت إلى ابن سيرين، والحسن. انظر المحتسب ١/ ٢٤٦. والمحرر الوجيز ٧/ ٥١.
(٤) تقدم هذا الشاهد برقم (٤٣). وخرجته هناك.