وقرئ: (يُثْنُون) بضم الياء والنون (١)، وماضيه أثنى، ولم يحكِ أحدٌ من أهل اللغة فيما اطلعت عليه أثنيت الشيء، بمعنى ثنيته، اللهم إلّا أن يحمل على باب أبخلت الرجل وأحمدته، إذا وُجد كذلك، بمعنى: يجدونها منثنية.
وقرئ: (تَثْنَوْنِي) بالتاء والياء مفتوحتين وسكون الثاء ونون مفتوحة وبعدها واو ساكنة بعدها نون مكسورة وبعدها ياء، ورفع الصدور على الفاعلية (٢)، وهو يفعوعل من ثنيت، وهو من أمثلة المبالغة لتكرير العين، كقولهم: أعشَب البلد، فإذا كثر ذلك فيه قيل: اعشوشب.
وقرئ كذلك إلّا أنه بحذف الياء الأخيرة (٣) تخفيفًا لأجل طول الكلمة.
وقرئ: (تَثْنَوِنُّ) بفتح التاء وإسكان الثاء وفتح النون وكسر الواو وبعدها نون مضمومة مشددة ورفع الصدور (٤)، وأصله تثنونِنُ، تَفعَوعِلُ من لفظ الثِنّ ومعناه، والثِنُّ بالكسر: ما هش وضعف من الكلأ، قال:
٢٩٧ - * تَكْفِي اللَّقُوحَ اكْلَةٌ من ثِنِّ (٥) *
(٢) بالتاء: قرأها ابن عباس - رضي الله عنهما - كما في معاني الفراء ٢/ ٣. وجامع البيان ١١/ ١٨٤. ومعاني الزجاج ٣/ ٣٩. ومعاني النحاس ٣/ ٣٣٠. ونسبت أيضًا إلى مجاهد، ويحيى بن يعمر، ونصر بن عاصم، والجحدري، وابن أبي إسحاق وغيرهم، انظر المحتمسب ١/ ٣١٨. وأما بالياء (يثنوني) فهي قراءة الأعمش كما في معاني الأخفش ١/ ٣٨٠. ومعاني الزجاج الموضع السابق. وقد صحفت في الأول كما يدل هامشه، والله أعلم.
(٣) يعني (تَثْنَوْنِ)، وهي رواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - كما في المحتسب ١/ ٣١٩.
(٤) قرأها ابن عباس - رضي الله عنهما - بخلاف، انظر المحتسب الموضع السابق وفيه تصحيف في الضبط، كما نسبت في البحر ٥/ ٢٠٢. والدر المصون ٦/ ٢٨٦ إلى عروة، وابن أبزى، والأعشى أيضًا هكذا، وفي المحتسب (عروة الأعشى). وفي شواذ ابن خالويه / ٥٩/ (عون الأعشى) اسمًا واحدًا. فالله أعلم.
(٥) نسب ابن بري هذا الرجز - كما في اللسان (ثنن) - إلى الأخوص بن عبد الله الرياحي، وقبله: =