صالحٍ) - بكسر الميم - على الفعل الماضي، أي: عمل عملًا غير صالح، وهو الكسائي (١)؛ لأن الضمير للابن ليس إلّا، فالأَولى أن تجمع بين القراءتين في المعنى وإن اختلفا في اللفظ.
وقوله: ﴿فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ قرئ: (فلا تسألْنِي) بإسكان اللام وكسر النون وإثبات الياء بعدها في الوصل على الأصل (٢)، لأن سأل فعل يتعدى إلى مفعولين، تقول: سألت زيدًا كذا، فأحد المفعولين هنا ياء النفس، والثاني (ما) الموصول بعدها.
وبحذفها في الحالين اجتزاء بالكسرة عنها (٣)، إذ قد علم أن المفعول مراد في المعنى.
وقرئ: بفتح اللام وتشديد النون مكسورة مع إثبات الياء بعدها في الوصل (٤).
وبحذفها في الحالين (٥)، على أنها النون الشديدة الداخلة لتأكيد النهي، وفتحت اللام قبلها لأجل البناء؛ لأن الفعل مع هذه النون مبني على الفتح، وحذفت النون المتصلة بياء النفس كراهة اجتماع ثلاث نونات.
وقرئ: بفتح اللام والنون مشددة (٦) على تعدية الفعل إلى مفعول واحد
(٢) في الوصل فقط قرأها أبو عمرو، وورش عن نافع، وهي قراءة يعقوب في الوصل والوقف كما سأخرج.
(٣) أي: (فلا تسئلْنِ)، وهي قراءة الكوفيين عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف في الحالين، وقرأها أبو عمرو في الوقف فقط.
(٤) أي: (فلا تسئَلَنِّي)، قرأها أبو جعفر، وورش عن نافع.
(٥) أي: (فلا تسَئَلنِّ)، وهي قراءة ابن عامر، وقالون عن نافع.
(٦) أي: (فلا تسئَلَنَّ)، وهذه لابن كثير. انظر هذه القراءات جميعًا في السبعة ٣٣٥ - ٣٣٦. والحجة ٤/ ٣٤٤ - ٣٤٥. والمبسوط ٢٣٩ - ٢٤٠. والتذكرة ٢/ ٣٧٢.