وقوله: ﴿وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ انتصاب ﴿مُجْرِمِينَ﴾ على الحال من الواو في ﴿وَلَا تَتَوَلَّوْا﴾، أي: ولا تعرضوا عن الإيمان مصرين على الشرك.
﴿قَالُوا يَاهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (٥٣)﴾:
قوله عز وجل: ﴿مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ﴾ (ببينة) من صلة (جئتنا) أي: بحجة واضحة تبين صحة ما تقول، ولك أن تجعلها في موضع الحال، أي: ما أتيتنا ومعك حجة واضحة، أي: أتيتنا عاريًا منها.
وقوله: ﴿وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ﴾ (عن) من صلة (تاركي)، أي: بسبب قولك، أو عن جهته. وقيل: ﴿عَنْ قَوْلِكَ﴾ في موضع الحال من الضمير في (تاركي ألهتنا)، كأنه قيل: وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك (١).
﴿إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٥٤) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (٥٥) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٦)﴾:
قوله عز وجل: ﴿إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ﴾ (اعتراك) فعل ماض في موضع نصب بـ ﴿نَقُولُ﴾، و ﴿إِلَّا﴾ لغو، و ﴿إِنْ﴾ بمعنى ما، أي: ما نقول إلّا قولنا: أصابك بعض آلهتنا بسوء، أي: ما نذكر إلّا هذا القول، يقال: عراه الشيء يعروه، واعتراه يعتريه، إذا أصابه وغشيه.
وقوله: ﴿فَكِيدُونِي جَمِيعًا﴾ انتصاب قوله: ﴿جَمِيعًا﴾ على الحال من الواو في ﴿فَكِيدُونِي﴾. ﴿ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ﴾ أي: لا تمهلون.
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ