في حال كونه مقروًّا أو مجموعًا، وهو مصدر بمعنى المفعول، كخَلْقِ الله، وصَيْد الصائد.
و﴿عَرَبِيًّا﴾: نعت له، أي: بلغة العرب، والعربي: منسوب إلى العرب.
وقيل: ﴿عَرَبِيًّا﴾ هو الحال، و ﴿قُرْآنًا﴾: توطئة له، كقولك: مررت بزيد رجلًا صالحًا، فـ (رجلًا): توطئة للحال، و (صالحًا): هو الحال (١).
والوجه هو الأول، وهذا من التعسف البارد.
ويجوز فيه وجه آخر وهو: أن يكون حالا من المنوي في ﴿قُرْآنًا﴾ لوقوعه موقع ما ينوى فيه الضمير، وهو مقرو أو مجموع.
﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (٣)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ (القصص) هنا: يحتمل أن يكون بمعنى المقصوص كالنفض والسلب، بمعنى المنفوض والمسلوب، تسمية للمفعول بالمصدر كخَلْقِ الله، وضَرْبِ الأمير، وأن يكون مصدرًا على بابه كالطلب وشبهه مما هو على وزنه.
فإذا فهم هذا، فـ ﴿أَحْسَنَ﴾ على الوجه الأول: مفعول به، أي: نتلو عليك أحسن الحديث، وعلى الثاني: منصوب على المصدر لإضافته إليه، أي: نبين لك أحسن البيان، ونتلو عليك أحسن التلاوة، ويكون المقصوص على هذا الوجه محذوفًا دل عليه قوله: ﴿بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ﴾ و (ما) مصدرية، أي: بإيحائنا إليك. و ﴿هَذَا﴾ مفعوله. و ﴿الْقُرْآنَ﴾، منعت أو عطف بيان له.