إسحاق: هو معمول (نقص) (١). وليس بشيء، لأنَّ الله تعالى لَمْ يقص في ذلك الوقت، اللهم إلَّا إذا جعله بدلًا من ﴿أَحْسَنَ الْقَصَصِ﴾ وهو بدل الاشتمال، لأنَّ الوقت مشتمل على القصص وهو المقصوص على أحد الوجهين، فإذا قص وقته فقد قص، وهذا قول الزمخشري (٢).
و﴿يُوسُفُ﴾ فيه ست لغات: ضم السين وكسرها وفتحها من غير همزة فيهن، وبالهمز فيهن، ومثله (يونس) عن الفراء (٣).
قال الزمخشري: وهو اسم عبراني، وقيل: عربي (٤)، وليس بصحيح، لأنه لو كان عربيًّا لانصرف لخلوه عن سبب آخر سوى التعريف، ثم قال: فإن قلت: فما تقول فيمن قرأ يوسِف بكسر السين ويوسَف بفتحها، هل يجوز على قراءته أن يقال: هو عربي؛ لأنه على وزن المضارع المبني للفاعل أو للمفعول من اسف، وإنما منع الصرف للتعريف ووزن الفعل؟ قلت: لا، لأنَّ القراءة المشهورة قامت بالشهادة على أنَّ الكلمة أعجمية، فلا تكون عربية تارة وأعجمية أخرى. ثم قال: ونحو يوسف يونس رويت فيه هذه اللغات الثلاث، ولا يقال: هو عربي؛ لأنه في لغتين منها بوزن المضارع من (آنَس وأونس) انتهى كلامه (٥).
وقد أجاز غيره: أن يكون عربيًّا فيمن كسر السين أو فتحها والمانع من الصرف التعريف والوزن، وأما على قول من ضم السين فهو أعجمي بلا خلاف، إذ ليس في كلام القوم ما هو على وزن يُفْعُل، وكذلك القول في يونس فاعرفه (٦).
(٢) الكشاف ٢/ ٢٤١. وانظر الأقوال الثلاثة في عامل (إذ): المحرر الوجيز ٩/ ٢٤٧.
(٣) حكاها عنه الجوهري في الصحاح (أنس) و (أسف). وقد قرأ بعض القراء بهمز يوسف مع كسر السين وفتحها، انظر إعراب النحاس ٢/ ١٢٠. ومشكل مكي ١/ ٤١٨.
(٤) انظر النكت والعيون ٣/ ٨.
(٥) الكشاف ٢/ ٢٤١.
(٦) انظر مشكل مكي ١/ ٤١٨ - ٤١٩.