طالب - رضي الله عنه -: (ونحن عصبةً) بالنصب (١) على الحال على تأويل: ونحن نجتمع عصبة.
والعصبة من الرجال: ما بين العشرة إلى الأربعين، عن المبرد وغيره (٢)، قال أبو إسحاق: العصبة في كلام العرب، العشرة فصاعدًا (٣) وهي من العَصْب، يقال: عصبه، إذا شده.
وقوله: ﴿لَفِي ضَلَالٍ﴾ الضلال: هو الذهاب عن طريق الصواب.
﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (٩)﴾:
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا﴾ انتصاب قوله: ﴿أَرْضًا﴾ على الظرف لإبهامها (٤). وقيل: هي مفعول ثان (٥)، وليس بشيء لأنَّ (طَرَحَ) فعل يتعدى إلى مفعول واحد.
وقوله: ﴿يَخْلُ لَكُمْ﴾ مجزوم على جواب شرط محذوف. ﴿وَتَكُونُوا﴾ يحتمل أن يكون مجزومًا عطفًا عليه، وأن يكون منصوبًا بإضمار (أنْ) كقوله:
٣١٧ - لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِي مِثْلَهُ.............................. (٦)
(٢) اقتصر الجوهري (عصب) على هذا القول. وحكاه الماوردي ٣/ ١٠ عن قتادة. وهو رواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - كما في زاد المسير ٤/ ١٨٣.
(٣) كذا في المحرر الوجيز ٩/ ٢٥٢ عن الزجاج، ولكن في معاني الزجاج المطبوع والذي بين يدي: والعصبة في كلام العرب العشيرة ونحوهم. وكون العصبة عشرة عدًّا هو قول الفراء ٢/ ٣٦. والطبري ١٢/ ١٥٥.
(٤) هذا إعراب مكي ١/ ٤٢١. والزمخشري ٢/ ٢٤٤. وابن الأنباري ٢/ ٣٤. والعكبري ٢/ ٧٢٣.
(٥) قاله ابن عطية ٩/ ٢٥٩. وهو إعراب الأخفش ١/ ٣٩٦. والزجاج ٣/ ٩٣. والنحاس ٢/ ١٢٥.
(٦) تقدم هذا الشاهد أكثر من مرّة، وانظر تخريجه تحت رقم (٦٨).