والضمير في ﴿فِيهِ﴾ ليوسف - عليه السلام -. وقيل: للثمن (١).
﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢١)﴾:
قوله عز وجل: ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ﴾ (من مصر) يحتمل أن يكون من صلة اشترى، وأن يكون حالًا إما من ﴿الَّذِي﴾ أو من الهاء العائدة إلى يوسف - عليه السلام -.
و﴿لِامْرَأَتِهِ﴾: من صلة (قال) لا من صلة (اشترى) كما زعم بعضهم، اللهم إلا أن يأتي بخبر يُسْكَنُ إليه أنه اشترى يوسف لها، وإلا فلا.
وقوله: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾ المثوى: الإقامة، والمعنى: أحسني إليه في مدة مقامه عندنا.
وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ﴾ محل الكاف النصب، والإشارة إل ما ذكر من إنجائه وعَطْفِ قلبِ العزيزِ عليه، أي: ومثل ذلك الإنجاء والعطف مكنا له، أي: كما أنجيناه وعَطَّفْنا عليه العزيز، كذلك مكنا له في أرض مصر حتى كان منه فيها ما كان.
وقوله: ﴿وَلِنُعَلِّمَهُ﴾ عطف على محذوف دل عليه معنى الكلام المتقدم، أي: فعلنا ذلك الإنجاء والعطف لنمكنه في أرض مصر ولنعلمه.
وقوله: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾ الضَّمير في ﴿أَمْرِهِ﴾ يحتمل أن يكون لله جل ذكره، على معنى: أنه غالب على أَمْرِ نفسه، لا يُمْنَعُ عما يريد. وأن يكون ليوسف على معنى الله غالب على أَمْرِ يوسف يدبره لا يكله إلى غيره.